كولومبيا
اهتم الكولومبيون بحضارة الإسلام بالأندلس، وممن اهتم بذلك كالدون ازكيال، واريكواشا، وعندما ضعفت قبضة الكنيسة على السكان بعد استقلال البلاد وصلت الشجاعة ببعض الكتاب الكبار إلى أن يفتخروا ويشيدوا بالحضارة الإسلامية، وتحدث بعضهم باللغة العربية، ومن أشهرهم: دون، وفينو، وخوزي كوارفو. وفي النصف الثاني من القرن الماضي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، اتجهت إليها بعض الهجرات العربية، وكان معظم المهاجرين من بلاد الشام، وازدادت الهجرات العربية بعد الحرب العالمية الثانية، ووصل عدد المسلمين في كولومبيا في سنة 1371هـ - 1951م إلى بضعة آلاف مسلم، ويقدر عددهم الآن بأكثر من 5 آلاف مسلم وفقاً لآخر إحصائية.
يعيش المسلمون في العاصمة بوجوتا، وفي ميكاو، وفي مدينة بانكينا، وفي كالي، وفي جزيرة سان أندريس، وفي سانتامارتا، وألبي لدوبار، وباستو ومولين، وإيبوليز وكوكوتا، وبيونا فنتورا، ومعظم تجمع المسلمين في مدن ميكاو؛ حيث يوجد أكثر من 1000 مسلم، كما يوجد في العاصمة أكثر من ذلك بكثير، وفي مدينة بادنكيناد أكثر من 500 مسلم، وفي جزيرة سان أندروس كذلك، وبالمقارنة مع المدن الأخرى فإن الجالية المسلمة تتراوح أعدادها بين 150 نسمة و50 نسمة، ويتكون المسلمون في كولومبيا من المهاجرين من لبنان، وفلسطين، وسوريا، ومن بعض السكان الأصليين في كولومبيا، وهناك مجموعة مسلمة من الأفارقة الذين جلبهم الإسبان كرقيق للعمل في كولومبيا، وتتركز هذه المجموعة في ميناء ببونا – فرنتودا على المحيط الهادي، ومن الغريب أن الإسلام وصل إليهم عن طريق أحد البحارة من المسلمين الأفارقة الأمريكيين، حيث مكث هذا الداعية بينهم لكي يعلمهم مبادئ الإسلام، ويشتغل معظم المسلمين بالتجارة والصناعة الخفيفة؛ ولذلك معظمهم في حالة اقتصادية جيدة.