كوريا الجنوبية
كوريا الجنوبية، التي تشكل النصف الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية في شرق آسيا، محاطة ببحر اليابان والبحر الأصفر وغالبية السكان يتكونون من الكوريين كعرق متجانس.
كان أول لقاء لأراضي كوريا الجنوبية مع الإسلام من خلال الرحالة والتجار العرب والفرس المسلمين في القرن السابع. ومع ذلك، فإن المسافة الجغرافية والثقافية جعلت من الصعب على الإسلام الانتشار في هذه الأراضي، حيث ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية أن العلاقات المباشرة بين الشعب الكوري والمسلمين قد أقيمت بين القرنين التاسع والسادس عشر.
تمت إعادة ربط شبه الجزيرة الكورية بالإسلام في الفترة الأخيرة من خلال الجنود الأتراك الذين ذهبوا إلى المنطقة خلال الحرب الكورية التي حدثت بين عامي 1950م و1953م. أثار التضامن والتضحية التي أظهرها الجنود الأتراك للشعب الكوري اهتماماً كبيراً بالشعب، وأصبح الآلاف من الناس مسلمين بالأعمال التي تم القيام بها أثناء الحرب وبعدها. في السنوات التالية، ساهمت مبادرات دول جنوب آسيا والدول العربية، وخاصة ماليزيا، في تطوير الإسلام في البلاد.
جمعية مسلمي كوريا، التي تأسست عام 1955م من قبل عدد قليل من المسلمين، تحولت إلى اتحاد مسلمي كوريا عام 1967م وأصبح جهة رسمية، وافتتح مسجد سيول الذي أقيم على الأرض المخصصة للاتحاد من قبل الدولة.
منذ سبعينيات القرن الماضي، أدى تعزيز العلاقات مع كوريا الجنوبية والدول الإسلامية، وخاصة الدول العربية، إلى زيادة الاهتمام والتقرب من الإسلام في البلاد. من ناحية أخرى، برزت أحداث 11 سبتمبر كعامل آخر زاد من الاهتمام بالإسلام في المجتمع الكوري. وبعد 11 سبتمبر، زاد عدد المسلمين المهاجرين إلى البلاد أيضاً. إذ يقدر أن أكثر من 150 ألف مسلم يعيشون في البلاد اليوم، منهم 50 ألف كوري.
يوجد حالياً ما يقرب من 20 مسجداً وأكثر من 60 مصلى في البلاد. ومع ذلك، يذكر أن دور العبادة هذه غير كافية لتلبية احتياجات المسلمين في البلاد. من ناحية أخرى، يواجه المسلمون أيضاً صعوبات في أمور مثل التعليم الديني وخدمات المقابر والطعام الحلال، على الرغم من وجود بعض الحلول التي تم تنفيذها في هذه القضايا، إلا أنه لا يمكن القول إنها حلول دائمة.
أهم عائق أمام انتشار الإسلام في البلاد هو البعد الثقافي في المجتمع الكوري، الذي لديه ثوابت قوية تجاه الحياة الاجتماعية، هناك العديد من المشاكل التي قد يواجهها الكوريون الذين يريدون أن يصبحوا مسلمين في الحياة الاجتماعية بسبب التغيرات التي ستحدث في حياتهم. من ناحية أخرى، تفسر أسباب مثل عدم كفاية الأنشطة الدعوية وعدم مبالاة الجغرافيا الإسلامية بهذه القضية قلة عدد المسلمين في البلاد على الرغم من تاريخها الذي يمتد لنصف قرن.