كوريا الشمالية
تقع في النصف الشمالي من شبه الجزيرة الكورية في شرق آسيا، يحدها بحر اليابان من الشرق والبحر الأصفر من الغرب والصين من الشمال وكوريا الجنوبية من الجنوب.
كان أول احتكاك بين شبه الجزيرة الكورية والإسلام في منتصف القرن السابع الميلادي من خلال التجار العرب والإيرانيين. وتشير التقديرات إلى أن المسلمين الذين كانوا على اتصال بأسرة تانغ، التي حكمت الصين في ذلك الوقت، انتقلوا إلى كوريا. وأيضا سلالة شيلا، التي حكمت كوريا في نفس الفترة، قد تحدث عنهم العلماء والجغرافيين المسلمين في الفترات اللاحقة في كتبهم، وبعد هيمنة المغول على كوريا في القرن الثالث عشر، تعزز وجود الإسلام في المنطقة من قبل الحكام المسلمين الذين أخذوا أدوارًا مهمة في الجيش والسياسة. استمر هذا الوضع حتى منتصف القرن الخامس عشر، ومع سياسات الاستيعاب المطبقة في هذه الفترة، هاجر عدد قليل من المسلمين الذين يعيشون في المنطقة إلى مناطق أخرى أو انصهروا مع السكان المحليين. كان من الممكن للعالم الإسلامي إعادة الاتصال بالجغرافيا الكورية بعد قرون، مع إرسال علماء المسلمين إلى المنطقة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، لكن هذه المحاولة لم تحقق نجاحًا دائمًا أيضًا. فقد انتشر مسلمو التتار، الذين فروا من النظام البلشفي في روسيا في أوائل العشرينات من القرن الماضي، إلى مدن مختلفة في كوريا الشمالية والجنوبية، لكنهم اضطروا إلى مغادرة البلاد بسبب بيئة الحرب التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية.
أدت الأنشطة التعليمية للإسلام لأئمة الوحدة التركية -الذين قدموا إلى المنطقة وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب للسكان المحليين- إلى زيادة الاهتمام بالإسلام في كوريا الجنوبية في فترة ما بعد الحرب، وبدأ مسلمو البلاد في إضفاء الطابع المؤسسي على أنشطتهم منذ الستينيات. إذ يقدر عدد المسلمين في كوريا الجنوبية بنحو 150 ألف مسلم. ومع ذلك، لم تكن هناك عملية مماثلة ممكنة لكوريا الشمالية، وظل وجود الإسلام في البلاد عند مستوى محدود للغاية بسبب سياسات وممارسات النظام الشيوعي التي تبنت بناء مجتمع غير ديني وموقفه السياسي المنغلق، حيث يقدر أن حوالي 3,000 مسلم يعيشون في كوريا الشمالية في الوقت الحاضر.