سويسرا
تقع سويسرا في أوروبا الغربية، وتحدها ألمانيا من الشمال، وفرنسا من الغرب، وإيطاليا من الجنوب، والنمسا وليختنشتاين من الشرق، وقد تشكل الاتحاد السويسري على مدى عدة قرون، لكنه تميز منذ نهاية القرن 13م بحرصه على الحياد والسلمية مع الدول، وابتعاده عن الدخول في الحروب، وهو موطن لعدد كبير من المنظمات الدولية، وتعتبر سويسرا من أغنى البلدان في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، على الرغم من أنها ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، ولا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية.
ليس لهذه الدولة دين رسمي، ولكن الديانة الشائعة فيها هي النصرانية البروتستانتية والكاثوليكية، ووفقاً لمركز بيو فإن نسب معتنقي الأديان في سويسرا (2020) يتوزع كالتالي: النصارى 88.7 %، الملحدون واللادينيون 9.4%، أتباع الديانات الشعبية 1%، المسلمون أقل من 1%، اليهود أقل من 1%، وديانات أخرى نسبها قليلة، ولكن يبدو أن نسبة المسلمين في هذا المصدر ليست دقيقة، فإن مؤلف كتاب Muslime unter uns: Islam in der Schweiz المطبوع عام 1991 يشير إلى أن نسبتهم في ذلك الوقت هي 2 % وكذلك يشير أكثر من مصدر إلى أن نسبة المسلمين في سويسرا هي 4.3%، بل تصل في مصادر إلى 5.4%، وغالبيتهم من كوسوفا والبوسنة وتركيا، وقد توصل الاستقصاء الإحصائي التابع لـ Eurobarometer إلى أن 48% من السويسريين المستقصاة آراؤهم اعتبروا أنفسهم "مؤمنين بوجود إله"، فيما اعتقد 39% بوجود "روح أو قدرة ما في الحياة"، وكان 9% ملحدين، و4% لاأدريين، وفي عام 2003 وجد Greeley أن 27% من سكان سويسرا لا يؤمنون بوجود إله.
ينتشر المسلمون اليوم في معظم المدن الكبرى بسويسرا، في جنيف وزيورخ ولوزان وبازل وبيرن، وقد سجلت الجالية الإسلامية ومراكزها ومساجدها في سويسرا عدداً من المكاسب المهمة لصالح المسلمين، وواجهوا الكثير من التحديات للحصول على حقوقهم المدنية، مما سيؤدي إلى تعزيز الوجود الإسلامي هناك في المدة القادمة، ومن الحقوق التي حصلوا عليها: الموافقة على تخصيص مقابر خاصة بالمسلمين، وأداء صلاة العيد في تجمعات عامة خارج المصليات، وإدخال مقررات شرعية في عدد كبير من المدارس، ومساندة المسلمين للحصول على إجازات عمل في أعيادهم، وما يزال الاعتراف الرسمي بالإسلام مطلباً عادلًا ينتظر المسلمون السويسريون والمهاجرون تحققه، وما يزال تيار اليمين المتطرف مستمرًّا في تخويف السويسريين من الوجود الإسلامي، وفي الوقوف ضد بناء المآذن ولبس المسلمات للنقاب، وفي نشر السلبية تجاه اللاجئين.