غينيا الإستوائية
هي دولة تقع في وسط إفريقيا، وهي من أصغر دول هذه القارة مساحة، يحدها من الشمال الكاميرون، ومن الشرق والجنوب الغابون، ومن الغرب المحيط الأطلسي، وعاصمتها مدينة مالابو Malabo، وقد وصل تعداد سكانها إلى 1,267,689 نسمة عام 2017.
مناخ هذه الدولة استوائي، والأمطار هناك غزيرة تسقط طوال العام، ولكن تختلف الأحوال المناخية في ريوموني قليلاً عن الجزر الأخرى. ويشير النشاط الاقتصادي إلى أن نسبة القوة العاملة تبلغ 39% من مجموع السكان، ويعمل بالزراعة 66% منهم، وفي الصناعة 11%، وفي الخدمات 23%.
وقد تعرضت غينيا الاستوائية في تاريخها لاحتلال الدول الأجنبية منذ أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، بدءًا بالبرتغاليين الذين استولوا على جزيرتي برنسيب وساوتومي، وعلى جزيرتي فرناندو بو وأنوبون، وحولوا مجموعة من الجزر إلى مراكز عالمية لتجارة العبيد، ثم منحتهما البرتغال لإسبانيا مقابل حصولها من إسبانيا على جزيرة سانت كاترين ومستعمرة ساكرمنتو، وحينما فقدت البرتغال استقلالها، انتزعت الدول الأوربية مراكزها التجارية الواقعة شمال خط الاستواء عام 1650، ثم تتالى الاستعمار الأوروبي الإسباني على غينيا الاستوائية حتى عام 1963، حين قررت إسبانيا منح الاستقلال الذاتي لمقاطعتي فرناندوبو وريو موني، اللتين اندمجتا في كيان إداري واحد.
يتحدث السكان هناك باللغة الإسبانية، وهي تعد الدولة الإفريقية الوحيدة التي تعتمد الإسبانية لغة رسمية، إضافة إلى وجود لغات قبلية، كما أن الديانتان السائدتان في غينيا الاستوائية هما النصرانية، ثم الإسـلام، إضافة إلى ديانات وثنية قبلية.
وقد توصل الأستاذ محمود شاكر في كتابه "التاريخ الإسلامي 22 - التاريخ المعاصر: الأقليات الإسلامية" (1995): إلى أن نسبة المسلمين هناك هي 35%، وذكر مصدر آخر أنهم 33%، أما بعض المواقع الغربية فهي تقول إن نسبة المسلمين في غينيا الاستوائية أقل من 1%! والبعض الآخر منها يجعل نسبتهم من 1 إلى 25%؟
عندما حط الإسبان رحالهم في غينيا الاستوائية أخذوا في اتباع السياسة الصليبية الاستعمارية، فأتاحوا المجال لعمل الإرساليات التنصيرية الكاثوليكية (والكاثوليك هم غالبية نصارى غينيا الاستوائية اليوم)، ودعموهم بكل إمكاناتهم وطاقاتهم، ولكنهم لما رأوا الإسلام ينتشر في إقليم ريوموني أهملوه، وركزوا جهدهم على سكان إقليم فرناندوبو حتى تنصر بعضهم وارتبطوا جميعاً بالاستعمار.
أما من الناحية التاريخية؛ فقد وصل الإسلام إلى هذه البلاد في أواخر القرن الخامس الهجري، أيام المرابطين في المغرب، الذين بعثوا دعاتهم إلى جهات غربي إفريقيا كلها، فانتقل الدعاة المسلمون إلى غينيا الاستوائية عن طريق الكاميرون والغابون، ثم كان لدولة البورنو في شمال شرقي نيجيريا دور في نشر الإسلام هناك، ثم جاء بعدهم دعاة نيجيريا أيام دولة عثمان دونفديو وخلفائه في النصف الثاني من القرن 13هـ، وجاء بعدهم التجار والعمال النيجيريون الذين أسهموا في نشر الإسلام في تلك المناطق.