عن الأقليات
عن الأقليات
يعيش ما يقرب من 500 مليون مسلم كأقليات في أنحاء العالم، ويتكون هذا الرقم الذي يشكل الثلث من عدد المسلمين من مجموعات سكانية أصلية وأخرى مهاجرة من بلدانها لظروف مختلفة، وفي حين تتعدد أسباب المشكلات والأزمات التي عليهم تقديم حلول لها إلا أن مشكلة الهوية الدينية تشكل قاسما مشتركا بينهم.
وبنظرة سريعة حولنا نجد أن كثيراً من الصراعات والأزمات تتركز في مناطق تواجد الأقليات المسلمة: كما في أفريقيا وبعض مناطق آسيا، وتتمثل مشكلة الأقليات الأساسية في عدم حصولهم على الاهتمام الكافي سواء من الدول الإسلامية أو المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، ويصح إن قلنا عن الأقليات أنهم «لا بواكي لهم»؛ إذ نلاحظ عدم العلم والمعرفة الدقيقة بقضاياهم وأعدادهم، بالإضافة لغياب التغطية الإعلامية بشكل واضح، الذي يعود في أكثره إلى المصالح السياسية بين الدول وكذلك النزاعات الدينية التي غالباً ما تكون الأقلية المسلمة هي الطرف الأضعف فيها من حيث الدعم المالي والسياسي والإعلامي وغيره.
علماً أن حماية النفس والمعتقد والثقافة واللغة وإحياء التقاليد الخاصة بكل أمة وتنمية إرثها الثقافي والحضاري وتربية أجيالها الناشئة وتقديم التعليم الذي يسهم في الحفاظ على كل ذلك حق أساسي من حقوق أي أقلية تحفظه كافة الشرائع القانونية والدينية.
جمعية الغد الأفضل الدولية التي وضعت نصب عينيها قضية الأقليات المسلمة حول العالم، إذ تتبني هذه المسألة فإنها تدرك أن الخطوة الأولى تتمثل في نشر الوعي بكل ما يتعلق بهذه الفئة بين مختلف قطاعات المجتمع، ومن ثم تطوير هذا الوعي إلى تضامن ذي صبغة تنسيقية على مختلف المستويات يؤدي بدوره إلى تحمل المسؤولية الواجبة على كل فرد ومؤسسة ودولة تجاه هذه الشريحة التي هي جزء لا يتجزأ من جسم العالم الإسلامي، إذ لا يجب أن يكون هناك فرق بين من كان تواجده في القلب الجغرافي من العالم الإسلامي وبين من ساقته الظروف ليكون أقلية في إحدى بقاع الأرض.
ما المقصود بمصطلح الأقليات
توجد العديد من الدراسات التي قدمت تعريفاً لمصطلح الأقليات، إلا أن الدول لم تتفق حتى الآن على مصطلح مشترك للمصطلح فيما بينها. ومع ذلك فإن الأمم المتحدة تعتمد تعريفاً لمصطلح الأقلية داخل بنيانها على النحو التالي: "وجود مجموعات داخل مجتمع معين بشكل دائم وتختلف عن بقية المجموعات في المجتمع من حيث العرق أو الدين أو اللغة أو غيرها من الأوصاف المهمة لها. وهي إذ تسعى للمحافظة على هذه الخصائص والأوصاف. فإنها لا تملك القدرة والنفوذ لذلك في الوقت نفسه.
من هي الأقليات التي تعمل لها جمعية الغد الأفضل الدوليّة
بناءً على التعريف المذكور آنفاً والمعتمد من قبل الأمم المتحدة فإن الأقليات التي تعمل لها جمعية الغد الأفضل الدوليّة هي كالتالي:
- المجموعات التي تعيش في بلدها الأم، ولكنها تعتبر أقل من بقية المجموعات الأخرى من حيث الاعتقاد، الدين، العرق، اللغة وليست ذات نفوذ وسلطة وتتعرض في كثير من الأوقات للتمييز العنصري أو العنف في أحيان أخرى.
- المجموعات التي تعيش خارج بلدها الأم لفترات دائمة بسبب الحروب أو الهجرة أو العمل أو غيرها من الأسباب، وتعتبر الأقل من المجموعات الأخرى باعتبار الدين أو اللغة وتتعرض للتمييز أو الاضطهاد أو الذوبان والانصهار.