النمسا
جمهورية النمسا هي جمهورية فيدرالية وبلد غير ساحلي يقع في أوروبا الوسطى، عاصمتها فيينا، وتحدها التشيك وألمانيا من الشمال، والمجر وسلوفاكيا من الشرق، وسلوفينيا وإيطاليا من الجنوب، وسويسرا وليختنشتاين من الغرب، وتغطي مساحة قدرها 83,872 كم²، فيما يبلغ تعداد سكانها 8.917 مليون نسمة، وتحتل النمسا المرتبة الثانية عشرة في قائمة أغنى دول العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد.
وتقدر نسبة النصارى فيها بين 78.4% و80% من إجمالي السكان، وهناك نسبة من الملحدين واللادينيين تقدر بـ14.5%، ويشير مصدر إلى أنها ازدادت إلى 20%، أما نسبة المسلمين هناك فهي تتراوح في المصادر بين 6.2% و8%، بعد أن كانت 0.3% عام 1971م، وقد تم تسجيل حوالي 340.000 مسلم كأعضاء في مجتمعات مسلمة مختلفة عام 2001، ويرجع ازدياد المسلمين المستمر في النمسا إلى تدفق المهاجرين إليها من تركيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو، وقد ازداد عدد المسلمين بشكل متسارع في النمسا، حتى وصل إلى 700.00 مسلم في عام 2016، فبلغت الزيادة في أعداد المسلمين في السنوات الأخيرة نحو 30 ألف مسلم في السنة، ويشير مصدر إلى أنه "يمكن القول إن كل 10 أشخاص من سكان النمسا بينهم مسلم".
ويرتبط تاريخ الإسلام في النمسا ووصوله إليها بعصر توسعات الدولة العثمانية في وسط وشرق أوروبا، إذ كان أول اتصال للنمسا بالإسلام والمسلمين في أثناء التقدم العثماني نحو فيينا التي كان أول حصار عثماني لها سنة 1549، حيث دارت رحى الحرب بين العثمانيين وإمبراطورية النمسا والمجر آنذاك، ولم ينجح العثمانيون حينها في الاستيلاء على فيينا، ثم جاء الحصار الثاني لفيينا سنة 1683، ولم ينجح فيه العثمانيون أيضاً، ولم يتقدموا في تلك الأراضي أكثر من ذلك، حيث مشارف فيينا، وعندما توسعت إمبراطورية النمسا دخلت في حوزتها مناطق انتشر فيها الإسلام، كبلاد البوشناق وما يعرف اليوم بالبوسنة والهرسك.
وقد أطلقت في فيينا مؤخراً خريطة رقمية سميت بـ"الخريطة الوطنية للإسلام"، والتي لاقت اعتراضاً من قبل مهتمين ومسؤولين في النمسا وخارجها، ودعوا إلى إلغائها لأنها لا تخدم أغراض شفافية المجتمع بقدر ما تخدم أغراض الجماعات العنصرية، وكان من المعترضين عمدة فيينا الذي أوضح أن نشر معلومات مفصلة عن 600 مؤسسة إسلامية في البلاد على الإنترنت سيؤدي إلى الفصل العنصري في المجتمع، وأضاف أن الخريطة الرقمية لن تسهم في الاندماج بالمجتمع.