روسيا
تمتد البلاد إلى المحيط المتجمد الشمالي بين شمال المحيط الهادئ وأوروبا في شمال آسيا، على حدود 14 دولة. تعتبر المنطقة الواقعة إلى الغرب من جبال الأورال في البلاد ضمن القارة الأوروبية. التوزيع العرقي للسكان هو 77.7%روس، 3.7% تتار، 1.4% أوكراني، 1.1% بشكير، 1% تشوفاش، 1% شيشاني، 13% آخرون.
من وجهة نظر تاريخية وسياسية، تبرز روسيا كواحدة من الدول التي ارتكبت أكبر الفظائع ضد الإسلام والمسلمين. منذ زمن روسيا القيصرية، نفذت روسيا سياسات الإبادة الجماعية والمذابح والنفي القسري والاستيعاب التي طبقتها على المسلمين في جغرافية واسعة جدا من شبه جزيرة القرم إلى القوقاز، من ما وراء النهر إلى سهول آسيا الوسطى. تعرض ملايين الأشخاص الذين يعيشون في الجغرافيا المذكورة للاضطهاد الروسي لمئات السنين، وفقدوا حياتهم، وأجبروا على مغادرة وطنهم، وتم استيعابهم وإبعادهم عن قيمهم الدينية والثقافية.
تعد روسيا اليوم واحدة من الدول التي بها أكبر عدد من المسلمين، نسبيًا وعدديًا، من بين الدول غير الإسلامية. لدرجة أن عدد المسلمين في البلاد يقترب من 20 مليون ونسبة المسلمين إلى عدد سكان البلاد حوالي 15% يعيش جزء كبير منهم في البلاد في مناطق تتمتع بالحكم الذاتي. ويقدر عدد المسلمين في العاصمة موسكو بنحو مليوني مسلم.
إن الموقف المعادي للإسلام في المجتمع الروسي على مستوى عالٍ للغاية. يمكن القول أن النهج الذي يعرّف الإسلام بالإرهاب والعنف هو أيضًا شائع جدًا في روسيا، مع تأثير التلاعب العالمي. وعلى الرغم من ذلك، فقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن التوجه نحو الإسلام آخذ في الازدياد في البلاد. كان للفراغ الأخلاقي الذي وقع فيه الشعب، خاصة مع السياسات التي طبقت في عهد الاتحاد السوفيتي، لها نصيب كبير في هذا.
من ناحية أخرى، يُرى أن إدارة بوتين اتبعت سياسة معتدلة ضد الإسلام على المستوى السياسي في السنوات الأخيرة، وتهدف إلى السيطرة على السكان المسلمين في بلادها بهذه الطريقة. تبرز التطورات مثل افتتاح مسجد موسكو المركزي، وهو أكبر مسجد في أوروبا، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2015م، ودعم التعليم الإسلامي في المناطق المتمتعة بالحكم الذاتي مثل تتارستان والشيشان كتعبير عن هذا النهج.