كمبوديا
تقع في شبه جزيرة الهند الصينية في جنوب شرق آسيا، تحدها فيتنام من الشرق وتايلاند من الغرب ولاوس وتايلاند من الشمال وخليج تايلاند من الجنوب، والتوزيع العرقي لسكان البلاد هو كالتالي 97.5% خمير، 1.5% شام، 1% آخرون.
من غير المعروف بالضبط متى اتصلت أراضي كمبوديا بالإسلام لأول مرة، ولكن هذا الالتصال حدث بين القرنين العاشر والثاني عشر، حيث تشير التقديرات أن الاتصال حدث من خلال التجار والمسافرين الهنود والفرس والعرب على مر القرون.
انتشر الإسلام في القرن الرابع عشر بين قبائل الشام وقُبل من قبل جماهير غفيرة من الناس، على وجه الخصوص في النصف الأول من القرن السابع عشر، عندما اتخذ رئيس الدولة، الأمير تشو بونهيا كاند، اسم إبراهيم كمسلم، كان ذلك نقطة تحول مهمة لمسلمي المنطقة.
أقام المسلمون الكمبوديون بعد روابط سياسية وثقافية وعلمية مع عالم الملايو بشكل عام، وهاجر مسلمو المنطقة إلى هذه الأماكن في أوقات الاضطهاد والحرب، ولعبت المؤسسات التعليمية والمدارس الدينية في عالم الملايو دورًا مهمًا في مجال التعليم الديني للمسلمين الكمبوديين.
تم تسجيل المستعمرة الفرنسية، التي استمرت لمدة قرن من منتصف القرن التاسع عشر، على أنها فترة مليئة بالصعوبات بالنسبة للمسلمين وكذلك بالنسبة لكامل كمبوديا. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 200 ألف ممن فقدوا أرواحهم خلال النظام الشيوعي بين عامي 1976م و1979م، والذي قُتل فيه ما يقرب من مليوني شخص، كانوا من المسلمين، وفي هذه العملية، تم إغلاق المئات من المساجد ودورات القرآن، وتم حظر لغة الكام والملايو والعربية التي تستخدمها الفئات المسلمة وتعرضوا للقمع والاضطهاد في كل جانب من جوانب حياتهم.
في السنوات التي أعقبت الإطاحة بالنظام الشيوعي في عهد بول بوت، دخل مسلمو البلاد فترة انتعاش إلى حد ما، على الرغم من أن العدد الدقيق للمسلمين في كمبوديا غير معروف في الوقت الحالي، إلا أن معدل 1-2% وعدد 200 ألف الذي يعرض للرأي العام لا يظهر العدد الحقيقي للمسلمين، وبتقييم واقعي، تقدر نسبة المسلمين في البلاد بحوالي 4-5%، مما يعني أن هناك حوالي 750 ألف مسلم في كمبوديا.
على الرغم من أن البوذية هي الدين الرسمي في البلاد، إلا أن المسلمين لديهم منظمة إفتاء معترف بها رسميًا، حيث أن مسلمي كمبوديا منتشرون في جميع أنحاء جغرافية البلاد تقريبًا، وفي السنوات الأخيرة، ازداد عدد المساجد في البلاد بشكل سريع، وتواصل العديد من المؤسسات والمنظمات التي تعمل بما يتماشى مع احتياجات المسلمين عملها بما يخدم المسلمين هناك.